تلاحقك أعباء الحياة.. تحاول تلبية احتياجاتها التي لا تنتهي.. تأخذك المشاغل والهموم عن مراجعة أحلامك الأولى، تصوراتك المثالية عن تكوين عائلة بمواصفات معينة، طموحك لأن تفتح لك الدنيا ذراعيها، اشتياقك لسعادة غائبة، حنينك لحياة أفضل مما سبق.
تقف لحظة لتنظر خلفك، فتجد أن حجم أحلامك لم يستوعبه واقعك، وأن تصوراتك كانت مثالية أكثر من اللازم، وأن طموحاتك تقزمت قليلا، وأن اشتياقك وحنينك يمكن تأجيلهما للحياة الآخرة!!
تتلفت حولك، تتأمل أقرب الناس إليك (شريك العمر).. تجد أن علاقتك به تشوبها مشاحنات.. صراع على القوة والبقاء.. من له السلطة؟ من له الكلمة العليا في المنزل؟ راتب الزوجة لمن؟ لمن تكون القيادة؟ أين حقي؟ وغيرها من التنويعات على نغمة "أنا".
وفي ظل هذا تفقد منظومة الأسرة أهم دعائمها القائمة؛ التكامل في الأدوار والمودة والرحمة في التعامل، ويستبدل به مشهد الرجل في دور الحاكم المستبد والمرأة في دور الرعية المستسلمة رغم رفضها، أو مشهد آخر يقوم فيه الرجل بدور الزوج المنسحب الهارب من مسئولياته وواجباته، وتتقمص فيه الزوجة دور "المرأة المتسلطة المفترية".
تواجه الأسرة ظروفا اقتصادية واجتماعية وحتى سياسية جعلت من الأدوار داخل البيت الواحد تختلف باختلاف ظروف معيشته واحتياجاته، جعلت من مسألة إدارة المنزل أمرا ينبغي أن يحدده الطرفان، الزوج والزوجة، حسب خصوصيات كل بيت ومتطلباته، بشرط أن تعلو قيمة الـ"نحن" على مجريات العلاقة لتحقيق الصالح العام للأسرة.
وفي محاولة لرصد أهم التحولات التي طرأت على العلاقة بين الزوج والزوجة داخل الأسرة، والتي أثرت بالتالي على دور كل طرف، وكانت مدخلا لنشأة الصراع حول السلطة داخل البيوت ظهر ما يلي:
غياب الزوج طلبا للرزق.
غياب الزوج طلبا للجهاد.
بطالة أدت إلى إنفاق الزوجة على المنزل.
ارتفاع مستوى تعليم المرأة مقارنة بالرجل.
وغيرها من المتغيرات.
برأيك:
ما هي العوامل التي أدت إلى تغير الأدوار داخل الأسرة؟
هل تغير مركز السلطة داخل الأسرة بسبب راتب الزوجة؟
ما هي أفكارك لتحويل العلاقة بين الزوجين لعلاقة تكامل بدلا من صراع؟